أنواع صعوبات التعلم:
صعوبات التعلم النمائية:
هي القصور في العمليات والقدرات الداخلية التي تمثل متطلباً سابقاً للأداء الأكاديمي في المادة الدراسية أو المهمة الأكاديمية التي يواجه فيها الفرد صعوبة في التعلم. مثال (القصور في الإدراك المكاني، الذاكرة المكانية، الذاكرة البصرية، جميعها تعد من المتطلبات المسبقة لتعلم الحساب).
صعوبات التعلم الأكاديمية:
تتمثل في القصور الدراسي ضمن بعض المواد الدراسية، أو مهاراتها الفرعية الرئيسة. كالقراءة ، أو الحساب أو أية مادة دراسية كنتاج طبيعي للصعوبات النمائية ، ويستدل على وجودها من خلال حساب التباعد بين التحصيل الفعلي والتحصيل المتوقع .
يعد الخلل في وظائف الجهاز العصبي المركزي متغيراً وسيطاً بين الصعوبات النمائية والصعوبات الأكاديمية.
إن كانت الصعوبات النمائية هي التي تسبب الصعوبة الأكاديمية فما الذي يسبب الصعوبة النمائية؟
أجمع العلماء باختلاف توجهاتهم أن الجهاز العصبي المركزي الذي يعد جزءاً من الجهاز العصبي هو المسيطر على العمليات العقلية العليا، وأن الجهاز العصبي المركزي بمكونيه الرئيسين (المخ، الحبل الشوكي) وملايين الخلايا العصبية والنواقل العصبية عندما يحدث تلف في خلايا المخ، أو يصيب الجهاز العصبي تأخر في النمو أو خلل في أي من النواقل العصبية، فإن ذلك يؤدي إلى خلل في أداء العمليات العقلية العليا، ومن ثم تحدث الصعوبة النمائية.
فئات صعوبات التعلم:
صعوبات عامة في التعلم: فئة ذوي الصعوبات العامة في التعلم، يظهرون تباعداً بين تحصيلهم الفعلي والمتوقع في أكثر من مادة دراسية وليس في كل المواد الدراسية مع اتسامهم بكل الخصائص المميزة للأشخاص ذوي صعوبات التعلم.
صعوبات خاصة في التعلم: فئة الأشخاص ذوي الصعوبات الخاصة في التعلم، هم أولئك الذين يظهرون تباعداً بين تحصيلهم الفعلي والمتوقع في مادة دراسية واحدة مع اتسامهم بكل الخصائص المميزة للأشخاص ذوي صعوبات التعلم .
متفوقون ذوو صعوبات تعلم: هذه الفئة من الأشخاص ذوي صعوبات التعلم لديهم ذكاء مرتفع عن المتوسط، وقد تزيد نسبة ذكائهم عن 130 نقطة وفق أي اختبار ذكاء متوسط الأداء وانحراف معياري 15، مع تحصيل دراسي ليس منخفضاً، ولكن تحصيلهم لا يتناسب مع ما يمتلكونه من قدرات عقليه ومستوى ذكاء.
تشخيص صعوبات التعلم:
توجد مجموعة من الخطوات قبل البدء في تشخيص صعوبات التعلم:
- إعداد تقرير حول حالة الطفل العقلية عن طريق اختبارات الذكاء المقننة على البيئة المحلية.
- إعداد تقرير حول مهارات الكتابة والحساب لدى الطفل.
- إعداد تقرير حول جوانب القوة والضعف في عملية التعلم لدى الطفل ومعرفة الأسباب الكامنة خلف صعوبات التعلم
- وضع الفرضيات التشخيصية على ضوء جمع المعلومات الخاصة بالحالة .
- تطوير خطة تدريبية فردية على ضوء الفرضيات التشخيصية .
أدوات القياس المستخدمة لقياس صعوبات التعلم متعددة ومنها:
الاختبارات المقننة: تساعد هذه الاختبارات في تقييم مستوى الأداء الحالي لمظاهر صعوبات التعلم، كما تحدد تلك الاختبارات البرنامج العلاجي المناسب لجوانب الضعف التي تم تقيمها وهي:
اختبارات القدرات العقلية: مثل (اختبار ستانفورد – بينيه، اختبار وكسلر، اختبار ريفن، وجميعها تحدد المستوى العقلي للطفل.
اختبارات التكيف الاجتماعي: مثل (اختبار فاينلاند للنضج الاجتماعي، اختبار الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي والخاص بالسلوك التكيفي) وهذه الاختبارات تهدف إلى التعرف على مظاهر النمو والتكيف الاجتماعي للطفل للكشف عن المظاهر السلبية في تكيفه الاجتماعي.
اختبار الينوي للقدرات السيكو لغوية: ويتم استخدامه للكشف عن مظاهر الاستقبال والتعبير اللغوي وخاصة عند الأشخاص ذوي صعوبات التعلم.
اختبارات التحصيل المقننة في مجال القراءة والكتابة والحساب: وتعد من أكثر الأساليب المستخدمة في الكشف عن صعوبات التعلم لأن انخفاض المستوى التحصيلي يعد السمة الرئيسية التي يمكن ملاحظتها عند الطلاب من ذوي صعوبات التعلم وتستخدم نتائج هذه الاختبارات في تحديد جوانب الضعف العام في التحصيل الدراسي.
الاختبارات المسحية السريعة: وتهدف إلى التعرف السريع على الطلاب ذوي صعوبات التعلم والتعرف على مهارات القراءة وأنواع الأخطاء القرائية لديهم، ومدى قدرة الطالب على التعامل مع العمليات الحسابية الأساسية.
القياس اليومي المباشر: يشمل ملاحظة وتسجيل أداء الطفل في المهارات المحددة التي تعلمها وذلك بشكل يومي مثل تحديد نسبة النجاح، معدل الخطأ أو نسبته والفائدة من هذه الطريقة هي تزويد المعلم بمعلومات عن المهارات التي يتعلمها، والمرونة في تغيير البرنامج من قبل المعلم بناءً على المعلومات المتوفرة بشكل مستمر.
الخصائص العامة للأشخاص ذوي صعوبات التعلم:
إن الأطفال من ذوي صعوبات التعلم ليسوا مجموعة متجانسة، وبالتالي من الصعب الحديث عن مجموعة من الخصائص يتصف بها كل طفل من ذوي صعوبات التعلم.
وعلى الرغم من محاولات تصنيف صعوبات التعلم إلى مجموعات فرعية سواءً حسب درجة الشدة، أو طبيعة الصعوبة (صعوبات القراءة، صعوبات الكتابة، صعوبات الحساب، الصعوبات الخاصة بالانتباه، الصعوبات الخاصة بالذاكرة، الصعوبات الخاصة بالتفكير، والصعوبات الخاصة بالإدراك… إلخ) فإن درجة عالية من التنوع والاختلاف تُلاحَظُ ضمن المجموعة الواحدة.
وتتفق معظم المصادر على الخصائص التالية باعتبارها الأكثر شيوعاً لدى الأشخاص من ذوي صعوبات التعلم.
الخصائص المعرفية:
تتمثل في انخفاض التحصيل الواضح في واحدة أو أكثر من المهارات الأكاديمية الأساسية المتمثلة بالقراءة والكتابة والحساب.
مظاهر الصعوبات الخاصة بالقراءة:
- إبدال بعض الكلمات المقروءة في الجملة.
- إعادة قراءة بعض الكلمات أكثر من مرة.
- السرعة الكبيرة أو البطء المبالغ به في القراءة.
- قلب وتبديل الحروف وقراءة الكلمة بطريقة عكسية.
مظاهر الصعوبات الخاصة بالكتابة:
- كتابة الجملة أو الكلمات أو الحروف بطريقة معكوسة من اليسار إلى اليمين.
- الخلط في الكتابة بين الحروف المتشابهة.
- عدم الالتزام بالكتابة على الخط بشكل مستقيم وتشتت الخط وعدم تجانسه في الحجم والشكل.
- كتابة حروف الكلمات بترتيب غير صحيح حتى عند نسخها.
مظاهر الصعوبات الخاصة بالحساب:
- الصعوبة في التمييز بين الأرقام ذات الاتجاهات المتعاكسة.
- عكس الأرقام الموجودة في الخانات المختلفة.
- صعوبة في استيعاب المفاهيم الخاصة الأساسية في الحساب كالجمع والطرح والضرب والقسمة.
- الحاجة إلى وقت كبير لتنظيم الأفكار.
الخصائص اللغوية :
من الممكن أن تظهر لمن لديهم صعوبات تعلم مشكلات في كل من اللغة الاستقبالية واللغة التعبيرية. ويقصد باللغة الاستقبالية القدرة على استقبال وفهم اللغة. أما اللغة التعبيرية فهي القدرة على أن يعبر الفرد عن نفسه لفظياً.
الخصائص الحركية:
ومن أبرز المشكلات الحركية الكبيرة التي يمكن أن تلاحظ لدى الأشخاص ذوي صعوبات التعلم مشكلات التوازن العام، وتظهر على شكل مشكلات في المشي والحجل والرمي والإمساك أو القفز أو مشي التوازن.
أما مشكلات الحركات الدقيقة فتظهر على شكل ضعف في الرسم والكتابة واستخدام المقص.
الخصائص الاجتماعية والسلوكية :
- النشاط الحركي الزائد .
- الانسحاب الاجتماعي .
- سلوك غير اجتماعي .
- التغيرات الانفعالية السريعة .
ختاماً:
أهمية الكشف المبكر عن صعوبات التعلم:
- وجدت بعض الدراسات أن نسبة التقدم واجتياز صعوبات التعلم تصل إلى 85 ٪ في الصف الثاني الابتدائي، بينما تتراجع إلى 16- 8 ٪ في الصف السادس الابتدائي.
- للكشف المبكر تأثير إيجابي على فعالية البرامج والأنشطة المقدمة لهم.
- هذه الصعوبات تستهلك جزءاً كبيراً من طاقات الطفل العقلية والانفعالية، حيث تبدو عليه مظاهر سوء التكيف الشخصي والاجتماعي والانفعالي، ويكون أميل للانسحاب والانطواء وتكوين صورة سلبية عن نفسه ويشعر بأنه غير مقبول من أقرانه في المدرسة.
المراجع :
- الكوافحة ، تيسير مفلح الكوافحة ( 2008 ) . صعوبات التعلم والخطة العلاجية المقترحة دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة
- الروسان ، فاروق الروسان ( 2001 ) . سيكولوجية الأطفال غير العاديين ، دار الفكر للنشر ، عمان
- سليمان . السيد عبد الحميد سليمان ( 2015 ) . فقه صعوبات التعلم .دار الفكر العربي ، القاهرة .
- الزيات ، فتحي مصطفي الزيات . صعوبات التعلم الأسس النظرية والتشخيصية والعلاجية .
- سليمان ، السيد عبد الحميد سليمان ( 2013 ). صعوبات التعلم النمائية ، عالم الكتب ، القاهرة .
- سليمان ، السيد عبد الحميد سليمان ( 2010 ) ، تشخيص صعوبات التعلم ، الإجراءات والأدوات ، دار الفكر العربي ، القاهرة
رأيك عن الموضوع هو: